رسالة الى خيسوس
عزيزي
اعلم مسبقا ان رسالتي لن تصلك ابدا...الا انني أصر على كتابتها لتكون حبرا لذاكرة مصابة بطاعون النسيان.
أتذكر اليوم الاول حيث قابلتك؟ بالطبع تذكر ...فأنت ملجأ المنسيين...ساعتها , قال مالك المطعم مختفيا وراء ابتسامته الباردة : خيسوس هو دينامو المطعم .
لم تحس بالفخر واكتفيت بالثربيث على كتفي قائلا...مرحبا في أمريكا.
كنت معلمي الاول ، ليس في صناعة الوجبات السريعة فقط ...بل في كيفية الافلات من من قبضة الماكينة الرأسمالية...فأنت تقول ان ما يهم في امريكا هو جثتك، لأنها حطب تدفئة الرجل الابيض... وعرقها يرسم ابتسامة مؤقتة على وجوه جياع العالم.
لا أدري لماذا يكره الرجل الابيض كل مخلوق لا ينتمي لفصيلته؟ فأنت يا خيسوس وأكثر من 20 مليون انسان من بني جلدتك تحققون لاقتصاد الولايات المتحدة أكتر من 700 مليار دولار سنويا.
عندما واجهتك بهذا الرقم ، سخرت واحطتني علما ، ان 20 مليون انسان يعيشون بدون هويات ولا أسماء ولا حق لهم في المرض او العمل بكرامة ، فقط لأن حظهم العاثرحشرهم بعيدا في خانة دول العالم الثالث.
خلال الايام الاولى لاشتغالي برفقتك ، كنت أظنك رجلا جاهلا، فأي مهاجر هو بالضرورة أقل من من مستوى المقيم، الا انني اكتشفت عشقك الجنوني لقصائد نيرودا ونثر كابريال غارسيا ماركيز وروايات كارلوس فوينتيس.
وأعلمتني فيما بعد أن جثة المهاجر لن تواصل خدمة الماكينة الراسمالية بدون غداء الروح.
وكم مرة أحسست بالفخر عندما تسهب في نقاش هادئ مع زبناء بيض لا يعلمون أن ميكسيكو هي عاصمة بلدهم الجار.
ألست انت من قال ذات سكر ان فعل الهجرة فعل مقاوم؟
عزيزي:
لهم حروب الدخان...ولنا سكون العاصفة ...دمت ذاكرة للمنسيين